•   ملحمة كلكامش ملحمة سومرية كتبت بالخط المسماري وباللغة الاكدية    
  • وهي ملحمة شعرية تعد اهم واعظم ملحمة شعرية في التاريخ وجدت رقمها الطينية الاحدى عشر في اثار موقع مكتبة اشوربانيبال  عام 1853 م في نينوى عن طريق الصدفة وتحمل في نهايتها توقيع شخص اسمه (( شين ئيقي ئونيني )) يعتقد انه هو من نضمها شعراً . طبعا ترجمت لاغلب لغات العالم ومن شعراء نشروها بشكل شاعري غير حرفي لتكون قطعة شعرية ساحرة لما لها من اهمية انسانية وادبية فذة . قال الشاعر الالماني  راينر ماريا ريلكه ان ملحمة كلكامش مذهلة وانها من أهم ما يمكن أن يصادفه الانسان في حياته.. 
  • مختصر للملحمة  
  • لنعلم اولاً ان  كلكامش عاش في القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد وهو ثلث اله اي ان امه إلهة وابوه من البشر لذلك فهو لن يخلد حاله حال باقي البشر   حكم هذا الملك الجبار مدينة اوروك وما جاورها بالجور والظلم والتعسف فكان   يدخل على العروس يوم زفافها قبل عريسها ويظلم الناس باحكامه الجائرة وبطشه لذلك ضج الناس الى الالهة ليخلصوهم منه  ولقد سمعت الالهة استجارة الناس بها وقررت اإلالهة  أرورو بخلق انكيدو وكان  رجل وحشي   يغطي جسده  الشعر الكثيف ويعيش في البرية ياكل الاعشاب ويشرب الماء مع الحيوانات أي أنه كان على النقيض تماما من شخصية كلكامش .   . لكن انكيدو ولانه يعيش مع الحيوانات وصار واحد منها كان ينقذها دوما من شباك الصيادين ويبعدهم عن نصب الفخاخ ويخربها . وهنا اشتكى الصيادون لكلكامش من انكيدو فقرر ان يروضه ليجعله انسان متمدن يمارس ما يمارسه بني البشر فارسل اليه احدى خادمات معبد عشتار  لتروضه وتعلمه صنعة الانسان اسمها شامات  فنجحت الخطة بعد ان اغوته بانوثتها بما اظهرته له من مفاتن جسدها . وبعدها فقد وحشيته وهربت منه الحيوانات لانه اصبح  انسان متمدن . واعلمته شامات ما يفعله كلكامش باهل اوروك وكيف انه كان جبارا فغضب انكيدو وقرر ان يصارع كلكامش وذهب الى اوروك وتصارع البطلان وكان انكيدو ندا قويا لكلكامش لكن في النهاية يعترف انكيدو بقوة خصمه ويتصاحبان ويصبح انكيدو صديقا حميما لكامش . ثم يقرر كامش ان يزور غابة الارز ويقتلع اشجارها لانه كان مهووسا بان يكون عظيما في اعماله كي يخلد بها ويذهب الاثنان الى غابة الارز ويبدأن بقطع اشجارها فيخرج عليهم خمبابا حارس الغابة ويتصارعا معه ليقتلاه ثم يعودان الى اوروك منتصرين على شر خمبابا . وبهذا ينتشر خبر كامش ويعظم في عين عشتار وتطلب منه الزواج لكنه يرفض بغطرسة فتغضب عشتار منه وتطلب من والدها انو إله السماء ان ينتقم لها من كامش فيرسل له ثور سماوي ويتصارع معه كامش وانكيدو فيمسك انكيدو الثور من قرنيه ويجهز عليه كامش . ثم تعقد الهة السماء اجتماعا لمعاقبة كامش لانه تجرأ وقتل الثور السماوي فتقرر الالهة ان تصيب انكيدو بالمرض العضال لان كامش كان يسري فيه دم  الهي . ويقع انكيدو طريح الفراش ويبكيه كامش ويحاول ان يشفيه لكن في النهاية يموت انكيدو . وهنا يحزن كامش حزنا شديدا ويرفض ان يصدق ان انكيدو مات ولم يدفن انكيدو ايام طويلة حتى تفسخت جثته واخيرا دفنه . ثم يهيم على وجهه في البرية نازعا ثيابه الملكية الانيقة ويلبس جلود الحيوانات برغم حزنه على انكيدو كان ايضا يخشى ان يلاقي نفس المصير فقرر ان يهزم الموت ولكي يصل الى ذلك عليه ان يصل الى الشخص الذي يعرف طريق الخلود وهو اوتنابشتم . وعزم على الرحيل ليلاقي ذاك الرجل الذي خلدته الالهة الى الابد . وبعد رحلة طويلة ومغامرات عبر بها السهول والجبال والبحار  يصل الى غايته ليقف امام اوتونابشتم   الإنسان الوحيد الذي استطاع بلوغ الخلود.عندما يجد كامش أوتونابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بامر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح، وقد نجا من الطوفان أوتونابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهما الخلود. بعد أن لاحظ أوتونابشتم إصرار كامش في سعيه نحو الخلود قام بعرض فرصة على كامش ليصبح خالدا فإذا تمكن كامش من البقاء متيقظا دون أن يغلبه النوم لمدة ستة أيامٍ وتسع ليالٍ فإنه سيصل إلى الحياة الأبدية ولكن كامش يفشل في هذا الاختبار إلا أنه ظل يلح على أوتونابشتم وزوجته في إيجاد طريقة أخرى له كي يحصل على الخلود. تشعر زوجة أوتونابشتم بالشفقة على كامش فتدله على عشب سحري تحت البحر بإمكانه إرجاع الشباب إلى كامش بعد أن فشل مسعاه في الخلود، يغوص كامش في أعماق البحر ويتمكن من اقتلاع العشب السحري.  بعد حصول كامش على العشب السحري الذي يعيد  الشباب يقرر أن يأخذه إلى أوروك ليجربه هناك على رجل طاعن في السن قبل أن يقوم هو بتناوله ولكن في طريق عودته وعندما كان يغتسل في النهر سرقت العشب إحدى الأفاعي وتناولته فرجع كامش إلى أوروك صفر اليدين وفي طريق العودة يشاهد السور العظيم الذي بناه حول أوروك فيفكر في قرارة نفسه أن عملا ضخما كهذا السور هو أفضل طريقة ليخلد اسمه. في النهاية تتحدث الملحمة عن موت كامش وحزن أوروك على وفاته.في هذا العرض الميسر جدا والذي يبتدء من اوروك لينتهي باوروك نعلم ان الخلود الذي اراده كامش انما هو العمل على ما يمكن ان يخلد الانسان ويبقيه حيا في عقول وضمائر الناس على مر التاريخ انما هو العمل الانساني المميز في سفر التاريخ  بما يعطي لشخصيته البقاء لمدى الحياة . كتابة ماجد الجيزاني